الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

مختارات شعرية

يفوت الغنى من لا ينام عن السرى
وآخر يأتي رزقه وهو نائم

كم الى كم أنت للحرص والآمال عبد
ليس يجدي الحرص والشغل اذا لم يك جد
ما لما قدر الله من الأمر مرد

الحرص داء قد أضر بمن ترى الا قليلا
كم من عزيز قد رأيت الحرص صيره ذليلا
فتجنب الشهوات واحذر ان تكون لها قتيلا
فلرب شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا

يمشي الفقير وكل شئ ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضا، وليس بمذنب
ويرى العداوة، لا يرى أسبابها
حتى الكلاب اذا رأت ذا ثروة
خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأيت يوما فقيرا عابرا
نبحت عليه وكشرت أنيابها

ما بال العاذل يفتح لي باب السلوان وأوصده؟
ويقول: تكاد تجن به، فأقول: وأوشك أعبده
مولاي وروحي في يده، قد ضيعها سلمت يده
ناقوس القلب يدق له، وحنايا الأضلع معبده

ودار خراب نزلت بها .. ولكن نزلت الى السابعة
طريق من الطرق مسلوكة .. محجتها للورى شاسعة
وأخشى بها أن أقيم الصلاة .. فتسجد حيطانها الراكعة
إذا ما قرأت "إذا زلزلت" .. خشيت بأن تقرأ "الواقعة"

لقد عثرت بجنح الليل رجلي .. على رجل، ولم يكن في حسابي
فقال مخاطبا لي: أنت أعمى؟ .. فقلت: نعم، ودواس الكلاب

لا تلم كفي، اذا السيف نبا
صح مني العزم، والدهر أبى
رب ساع، مبصر في سعيه
أخطأ التوفيق في ما طلبا
مرحباً بالخطب يبلوني اذا
كانت العلياء فيه السببا
عقني الحظ ولولا أنني
أوثر الحسنى، عققت الأدبا
إيه يادنيا، اعبسي، أو فابسمي
ما أرى برقك الا خلبا
أنا لولا أن لي من أمتي
خاذلا، ما بت أشكو النوبا
أمة، قد فت في ساعدها
بغضها الأهل، وحب الغربا
تعشق الألقاب في غير العلا
وتفدي بالنفوس الرتبا
وهي والأحداث تستهدفها
تعشق اللهو وتهوى الطربا
لاتبالي لعب القوم بها
أم بها صرف الليالي لعبا

عرس به، جمع النقي من الهوى، زين الشباب وزينة الفتيات
كفؤان يبدو للنواظر منهما، لطف التشابه بالحلى والذات
واذا الأصول زكت، فلاتعجب لما تأتي به من طيب الثمرات
فليسعدا، ولينموا، وليعمرا عمرا مديدا وافر البركات

أرى حمرا ترعى، وتعلف ماتهوى
وأسدا جياعا، تظمأ الدهر لاتروى
وأشراف قوم، لا ينالون قوتهم
وقوما لئاما، تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق
وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون، وصرفه
تصبر للبلوى، ولم يظهر الشكوى

ما حوى العلم جميعا أحد
لا، ولو مارسه ألف سنة
إنما العلم بعيد غوره
فخذوا من كل فن أحسنه

كل بيت بثلاث يزدهي
في اعتبار المكتري والمشتري
واذا ما فقدت واحدة
فبسكنى البوم، والجن، حري
الهوا والنور في داخله
ومن الخارج حسن المظهر

قل لمن يحمل هما ... إن همك لن يدوم
مثلما تفنى السعادة ... هكذا تفنى الهموم

تكفي اللبيب إشارة، مرموزة
وسواه يدعى بالنداء العالي
وسواهما، بالزجر من قبل العصا
ثم العصا هي رابع الأحوال

اصْبِرْ نَكُنْ بِك صَابِرِينَ فَإِنَّمَا صَبْرُ الرَّعِيَّةِ عِنْدَ صَبْرِ الرَّاسِ 
خَيْرٌ مِنْ الْعَبَّاسِ أَجْرُك بَعْدَهُ وَاَللَّهُ خَيْرٌ مِنْك لِلْعَبَّاسِ 

مررت بقبر ابن المبارك غدوة
فأوسعني وعظاً، وليس بناطق
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي
غنيا، وبالشيب الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تنبّه غافلاً
إذا هي جاءت من رجال الحقائق


إعـتـزلْ ذِكـــرَ الأغـانــي والـغَــزَلْ وقُـلِ الفَـصْـلَ وجـانـبْ مَــنْ هَــزَلْ 
ودَعِ الـــذِّكـــرَ لأيــــــامِ الــصِّــبــا فــلأيـــامِ الـصِّــبــا نَــجـــمٌ أفَـــــلْ 
إنْ أهــنـــا عــيــشــةٍ قـضـيـتُـهــا ذهــبــتْ لـذَّاتُـهــا والإثْــــمُ حَـــــلّ 
واتـــرُكِ الـغــادَةَ لا تـحـفـلْ بــهــا تُـمْـسِ فـــي عِـــزٍّ رفـيــعٍ وتُـجَــلّ 
وافتكـرْ فـي منتهـى حُـسـنِ الــذي أنــتَ تـهــواهُ تـجــدْ أمـــراً جَـلَــلْ 
واهـجُـرِ الخـمـرةَ إنْ كـنــتَ فـتــىً كيفَ يسعـى فـي جُنـونٍ مَـنْ عَقَـلْ 
واتَّـــــقِ اللهَ فــتــقــوى الله مــــــا جـاورتْ قـلـبَ امــريءٍ إلا وَصَــلْ 
لـيـسَ مــنْ يـقـطـعُ طُـرقــاً بَـطــلاً إنــمــا مــــنْ يـتَّـقــي الله الـبَـطَــلْ 
صــدِّقِ الـشَّـرعَ ولا تـركــنْ إلـــى رجــلٍ يـرصـد فــي الـلـيـل زُحـــلْ 
حــارتِ الأفـكـارُ فــي حكـمـةِ مَــنْ قـــد هـدانــا سبْـلـنـا عـــزَّ وجَــــلْ 
كُتـبَ الـمـوت عـلـى الخَـلـقِ فـكـمْ فَـلَّ مــن جـيـشٍ وأفـنـى مــن دُوَلْ 
أيـــنَ نُــمــرودُ وكـنـعــانُ ومــــنْ مَــلَــكَ الأرضَ وولَّـــــى وعَـــــزَلْ 
أيــن عــادٌ أيـــن فـرعــونُ ومـــن رفــعَ الأهــرامَ مــن يسـمـعْ يَـخَـلْ 
أيـنَ مـن ســادوا وشــادوا وبَـنَـوا هَـلَــكَ الـكــلُّ ولـــم تُـغــنِ الـقُـلَـلْ 
أيـنَ أربـابُ الحِـجَـى أهــلُ النُّـهـى أيــنَ أهـــلُ الـعـلـمِ والـقــومُ الأوَلْ 
سـيُــعــيــدُ الله كـــــــلاً مــنـــهـــمُ وسيَـجـزي فـاعـلاً مــا قـــد فَـعَــلْ 
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكماً خُــصَّــتْ بــهـــا خــيـــرُ الـمِــلــلْ 
أطـلــبُ الـعِـلـمَ ولا تـكـسَـلْ فــمــا أبـعـدَ الخـيـرَ عـلـى أهــلِ الـكَـسَـلْ 
واحتـفـلْ للـفـقـهِ فـــي الـدِّيــن ولا تشـتـغـلْ عــنــهُ بــمــالٍ وخَــــوَلْ 
واهـجــرِ الـنَّــومَ وحـصِّـلـهُ فـمــنْ يعـرفِ المطلـوبَ يحـقـرْ مــا بَــذَلْ 
لا تــقــلْ قــــد ذهــبـــتْ أربــابُـــهُ كـلُّ مـن سـارَ علـى الـدَّربِ وصـلْ 
فـي ازديــادِ العـلـمِ إرغــامُ الـعِـدى وجـمــالُ الـعـلـمِ إصـــلاحُ الـعـمـلْ 
جَـمِّــلِ المَـنـطِـقَ بالـنَّـحـو فــمــنْ يُـحـرَمِ الإعــرابَ بالنُّـطـقِ اختـبـلْ 
انــظُــمِ الـشِّـعــرَ ولازمْ مـذهــبــي فـي اطَّـراحِ الـرَّفـد لا تـبـغِ النَّـحَـلْ 
فهـوَ عـنـوانٌ عـلـى الفـضـلِ ومــا أحـســنَ الـشـعـرَ إذا لـــم يُـبـتــذلْ 
مـاتَ أهـلُ الفضـلِ لـم يبـقَ سـوى مقـرف أو مـن علـى الأصـلِ اتَّكـلْ 
أنـــــا لا أخــتـــارُ تـقـبـيــلَ يــــــدٍ قَطْعُـهـا أجـمـلُ مــن تـلــكَ الـقُـبـلْ 
إن جَزتني عن مديحي صـرتُ فـي رقِّــهــا أو لا فيكـفـيـنـي الـخَـجَــلْ 
أعــذبُ الألـفـاظِ قَـولـي لـــكَ خُـــذْ وأمَــــرُّ الـلـفــظِ نُـطـقــي بِـلَــعَــلّْ 
مُلـكُ كسـرى عـنـهُ تُغـنـي كِـسـرةٌ وعــنِ البـحـرِ اجـتــزاءٌ بـالـوَشـلْ 
اعـتـبـر (نـحــن قسـمـنـا بيـنـهـم) تـلـقـهُ حــقــاً (وبـالـحــق نــــزلْ) 
ليس ما يحـوي الفتـى مـن عزمـه لا ولا مــا فـــاتَ يـومــاً بالـكـسـلْ 
اطـــرحِ الـدنـيـا فــمــنْ عـاداتـهــا تخفِـضُ العالـيْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ 
عيـشـةُ الـرَّاغـبِ فــي تحصيـلِـهـا عـيـشـةُ الـجـاهـلِ فـيـهـا أو أقـــلْ 
كَــمْ جَـهـولٍ بـــاتَ فـيـهـا مُـكـثـراً وعلـيـمٍ بـــاتَ مـنـهـا فـــي عِـلَــلْ 
كــمْ شـجـاعٍ لــم يـنـلْ فيهاالمُـنـى وجـبــانٍ نــــالَ غــايــاتِ الأمــــلْ 
فـاتــركِ الحـيـلـةَ فـيـهــا واتَّــكِــلْ إنـمـا الحيـلـةُ فــي تـــركِ الـحِـيَـلْ 
أيُّ كــفٍّ لــمْ تـنـلْ مـنـهـا الـمُـنـى فـرمــاهــا اللهُ مـــنـــهُ بـالـشَّــلَــلْ 
لا تقـلْ أصلـي وفَصلـي أبـداً إنـمـا أصـــلُ الـفَـتـى مـــا قـــد حَــصَــلْ 
قــدْ يـسـودُ الـمــرءُ مـــن دونِ أبٍ وبِحسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنقَـى الـدَّغّـلْ 
إنـمـا الــوردُ مــنَ الـشَّــوكِ ومـــا يَنـبُـتُ النَّـرجـسُ إلا مـــن بَـصَــلْ 
غــيــرَ أنــــي أحــمــدُ اللهَ عــلـــى نـسـبـي إذ بـأبــي بــكــرِ اتَّــصــلْ 
قـيـمـةُ الإنــســانِ مــــا يُـحـسـنُـهُ أكـثــرَ الإنــســانُ مــنــهُ أمْ أقَــــلْ 
أُكـتــمِ الأمــريــنِ فــقــراً وغــنــى واكسَب الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ 
وادَّرع جــــداً وكـــــداً واجـتــنــبْ صُحبـةَ الحمـقـى وأربــاب الخَـلَـلْ 
بــيــنَ تـبــذيــرٍ وبُــخـــلٍ رُتــبـــةٌ وكِــــــلا هـــذيـــنِ إنْ زادَ قَـــتَـــلْ 
لا تخُضْ فـي حـق سـادات مَضَـوا إنــهــم لـيـســوا بــأهــلِ لـلــزَّلَــلْ 
وتغـاضـى عــن أمـــورٍ إنـــه لـــم يــفُــزْ بـالـحـمـدِ إلا مــــن غَــفَــلْ 
ليـسَ يخلـو المـرءُ مِـنْ ضـدٍّ ولَـو حــاولَ العُـزلـةَ فــي راسِ الجـبَـلْ 
مِــلْ عــن النَـمَّـامِ وازجُـــرُهُ فـمــا بــلّــغَ الـمـكــروهَ إلا مــــن نَــقَــلْ 
دارِ جـــارَ الـسُّــوءِ بالـصَّـبـرِ وإنْ لـمْ تجـدْ صبـراً فمـا أحـلـى النُّـقَـلْ 
جـانِـبِ السُّلـطـانَ واحــذرْ بطـشَـهُ لا تُـعـانِــدْ مَــــنْ إذا قــــالَ فَــعَــلْ 
لا تَــلِ الأحـكــامَ إنْ هُـــمْ سـألــوا رغـبـةً فـيـكَ وخـالـفْ مَــنْ عَـــذَلْ 
إنَّ نـصـفَ الـنـاسِ أعـــداءٌ لـمــنْ ولـــيَ الأحـكــامَ هــــذا إن عَــــدَلْ 
فـهــو كالمـحـبـوسِ عـــن لـذَّاتــهِ وكِــلا كفّـيـه فـــي الـحـشـر تُـغَــلْ 
إنَّ للنقـصِ والاستثقـالِ فـي لفظـةِ الـقــاضــي لَــوَعــظــا أو مَـــثَـــلْ 
لا تُــــوازى لــــذةُ الـحُـكــمِ بــمــا ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخـصُ انعـزلْ 
فـالـولايــاتُ وإن طــابــتْ لــمـــنْ ذاقَـهـا فـالـسُّـمُّ فـــي ذاكَ الـعَـسَـلْ 
نَـصَـبُ المنـصِـبِ أوهـــى جَـلَــدي وعـنـائـي مـــن مُـــداراةِ الـسَّـفــلْ 
قَـصِّـرِ الآمــالَ فـــي الـدنـيـا تـفُــزْ فـدلـيـلُ الـعـقـلِ تـقـصـيـرُ الأمــــلْ 
إن مـــنْ يطـلـبـهُ الـمــوتُ عــلــى غِــــرَّةٍ مــنــه جــديــرٌ بـالــوَجَــلْ 
غِــبْ وزُرْ غِـبَّـاَ تــزِدْ حُـبَّـاً فـمــنْ أكـثــرَ الــتَّــردادَ أقــصــاهُ الـمَـلَــلْ 
لا يـضــرُّ الـفـضـلَ إقــــلالٌ كــمــا لا يضـرُّ الشـمـسَ إطـبـاقُ الطَّـفَـلْ 
خُـذْ بنصـلِ السَّيـفِ واتـركْ غِـمـدهُ واعتبـرْ فضـلَ الفتـى دونَ الحُـلُـلْ 
حُـبّــكَ الأوطـــانَ عـجــزٌ ظــاهــرٌ فاغـتـربْ تـلـقَ عــن الأهــلِ بَــدَلْ 
فـبـمُـكـثِ الــمــاءِ يـبـقــى آســنــاً وسَـرى الـبـدرِ بــهِ الـبـدرُ اكتـمـلْ 
أيُّــهــا الـعـائــبُ قــولــي عـبــثــاً إن طـيــبَ الـــوردِ مـــؤذٍ للـجُـعـلْ 
عَــدِّ عــن أسـهُـمِ قـولـي واستـتِـرْ لا يُصيـبـنَّـكَ سـهــمٌ مــــن ثُــعَــلْ 
لا يـغـرَّنَّــكَ لــيـــنٌ مـــــن فــتـــىً إنَّ لـلـحــيَّــاتِ لــيــنــاً يُــعــتـــزلْ 
أنــا مـثــلُ الـمــاءِ سـهــلٌ سـائــغٌ ومــتـــى أُســـخِـــنَ آذى وقَـــتَـــلْ 
أنـــا كالـخـيـزور صـعــبٌ كـسُّــرهُ وهـو لـدنٌ كيـفَ مـا شئـتَ انفـتَـلْ 
غيـرَ أنّــي فــي زمــانٍ مَــنْ يـكـنْ فيـه ذا مــالٍ هــو المـولَـى الأجــلّ 
واجـــبٌ عـنــد الـــورى إكــرامُــهُ وقـلـيـلُ الــمــالِ فـيـهــمْ يُـسـتـقـلْ 
كــلُّ أهـــلِ الـعـصـرِ غـمــرٌ وأنـــا منـهـمُ، فـاتـرك تفاصـيـلَ الـجُـمَـل 
وصــــــلاةُ اللهِ ربـــــــي كُــلّــمـــا طَـلَــعَ الـشـمــسُ نــهــاراً وأفــــلْ 
لـلـذي حــازَ العُـلـى مـــن هـاشــمٍ أحـمـدَ المخـتـارِ مــن ســـادَ الأوَلْ 
وعــلـــى آلٍ وصــحـــبٍ ســــــادةٍ لـيــسَ فـيـهـمْ عــاجــزٌ إلا بَــطَــلْ

أصــــــــــــــــــــــالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ
وحليةُ الفضـــــــــــــــــــلِ زانتني لدى العَطَلِ

مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَـــــــــــــــــــــــرعٌ
والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفـلِ

فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَـــــــــــــــــــــــــكنِي
بها ولا ناقــــــــــــــــــــــــــتي فيها ولا جملي

ناءٍ عن الأهلِ صِـــــــــــفر الكف مُنفـــــــــــــردٌ
كالســــــــــــــــــــــيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل

فلا صـــــــــــــــــــــــديقَ إليه مشتكى حَزَني
ولا أنيسَ إليه مُنتهى جــــــــــــــــــــــــــذلي

طــــــــــــــــــــــال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي
وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّـــــــــــــــــــــــــــــالةَ الذُّبُلِ

وضج من لغبٍ نضـــــــــــــــــــــــــوى وعج لما
ألقى ركابي ، ولج الركــــــــــــــب في عَذلي

أريدُ بســـــــــطـــــــــةَ كفٍ أســـــــــتعين بها
على قــــضــــاء حـــقـــوقٍ للعـــلى قِــبَــلــي

والدهــــــــر يعكــــــــــــــــس آمالي ويُقنعني
من الغــــــنيمة بعد الكـــــــــــــدِّ بالقــــفــــلِ

وذي شِطاطٍ كصـــــــــــــــــــــدر الرمحِ معتقل
بمثله غيرُ هـــــــــــــــــــــــــــــــــيَّابٍ ولا وكلِ

حلو الفُـــكـــــاهـــــةِ مرُّ الجـــــدِّ قد مــزجــت
بشــــــــــــــــــــــــــــدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ

طردتُ ســـــــــــــــــــرح الكرى عن ورد مقلته
والليل أغرى ســــــــــــــــــــوام النوم بالمقلِ

والركب ميل على الأكـــــــــــــــــوار من طربٍ
صــــــــــــاح ، وآخـــــــــر من خمر الكرى ثملِ

فقلتُ : أدعــــــــــــــــــــــوك للجلَّى لتنصرني
وأنت تخذلني في الحــــــــــــــــــــادث الجللِ

تنامُ عيني وعين النجم ســــــــــــــــــــــاهرةٌ
وتســـــــــــــــــــــــتحيل وصبغ الليل لم يحُلِ

فــــهــــل تـــعــــيــنُ على غــيٍ هــمــتُ بــه
والغي يزجــــــــــــــــــــــــر أحياناً عن الفشلِ

إني أريدُ طـــــــــــــــــروقَ الحي من إضــــــمٍ
وقد حــــمــــاهُ رمـــــــــاةٌ من بني ثُــعــــــــلِ

يحـــمون بالبيــض والســـــــــمـــــر الِّلدان به
ســــــــــــــــــــودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ

فســـــــــر بنا في ذِمام الليل معتسِـــــــــفـاً
فنفخةُ الطيبِ تهـــــــــــــــــــــدينا إلى الحللِ

فالحبُّ حيث العدا والأســــــــــدُ رابضــــــــــةٌ
حول الكِناس لها غـــــابٌ من الأســـــــــــــــلِ

تؤم ناشــــــــــــــــــــــــــئة بالجزم قد سُقيت
نِصــــــــــــــــالها بمياه الغُــنــْـج والكَـــحَـــــلِ

قد زاد طــــــــيبُ أحاديثِ الكــــــــــــــــرام بها
مابالكــــــــــرائم من جــــــــــــــــبن ومن بخلِ

تبيتُ نار الهــــــــــــــــــــــــوى منهن في كبدِ
حــــــــــرَّى ونار القـــــــرى منهم على القُللِ

يَقْتُلْنَ أنضـــــــــــــــــــــــــاءَ حُبِّ لا حِراك بهم
وينحـــــــــــــــــرون كِـــــــــــرام الخيل والإبلِ

يُشفى لديغُ العـــــــــــــــــــــوالي في بيُوتِهمُ
بِنَهلةٍ من غـــــدير الخــمــــر والعـــســــــــــلِ

لعـــل إلــمــــامـــةً بالجــــــــــزع ثــانــيــــــــةٌ
يدِبُّ منها نســــــــــــــــــــيمُ البُرْءِ في عللي

لا أكـــــــــــــــــــرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت
برشــــــــــــــــــــــــقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ

ولا أهــــــاب الصـــــفــــاح البيض تُســــعدني
باللمح من خلل الأســــــــــــــــــــــتار والكللِ

حبُّ الســـــــــــــــــــــــلامةِ يثني هم صاحبهِ
عن المعالي ويغري المرء بالكســـــــــــــــــلِ

فإن جــــنــــحــــتَ إليه فـــاتـــخـــذ نــفــقـــاً
في الأرض أو ســــلماً في الجـــــــــوِّ فاعتزلِ

ودع غمار العُــــــلا للمقــــــــــــــــدمين عـلى
ركــــــــــوبــــهــا واقـــتــنــعْ مــنــهـــن بالبللِ

يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مســـــــــــــكنهُ
والعِـــــــــــــــزُّ عند رســــــــــيم الأينق الذّلُلِ

فادرأ بها في نحــــــــور البيد جــــــــــــــــافِلةً
معارضــــــــــــــــــــــــات مثاني اللُّجم بالجدلِ

إن العـــــــــلا حــــــدثتني وهي صــــــــــادقةٌ
فيما تُحـــــــــــــــــــــــــدثُ أن العز في النقلِ

لو أن في شـــــــــــــــــرف المأوى بلوغَ منىً
لم تبرح الشـــمـــسُ يومــــاً دارة الحــمــــــلِ

أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مســــــــــــــــــــــــتمعاً
والحظُ عني بالجــــهــــالِ في شُـــــــــــــــغلِ

لعله إن بدا فضـــــــــلي ونَقْصــــــــــــــــــــهمُ
لِعــــيــــنـــه نـــــام عـــــنــــهـــــم أو تنبه لي

أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها
ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل

لم أرتضِ العـــيـــشَ والأيــــام مــقــبــلـــــــــةٌ
فكيف أرضــــــــــــــــــى وقد ولت على عجلِ

غالى بنفســــــــــــــــــــــــي عِرْفاني بقينتها
فصــــــــــــــــــــــنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ

وعادة الســـــــــــــــــــــيف أن يزهى بجوهرهِ
وليس يعــــمــــلُ إلا فــــي يديْ بـــطــــــــــلِ

ماكــــــــنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمـــــــــــــــــني
حتى أرى دولة الأوغاد والســــــــــــــــــــــفلِ

تــقــدمـــتـــنــي أناسٌ كان شــــــــــــــوطُهمُ
وراءَ خطوي لو أمشــــــــــــــــــــي على مهلِ

هذاء جــــــــــــــــزاء امرىءٍ أقرانهُ درجـــــــــوا
من قبلهِ فتمنى فســـــــــــــــــحةَ الأجَــــــلِ

فإن عـــــــــــــــــــــــلاني من دوني فلا عَجبٌ
لي أســــــوةٌ بانحطــــــاط الشمسِ عن زُحلِ

فاصــــــــــــــــــــــــبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ
في حــــــــــادث الدهـــر ما يُغني عن الحِـيلِ

أعـــــــــدى عــــــــدوك من وثِقـــــــــــــــتْ به
فحاذر الناس واصـــــــحــــــــــبهم على دخلِ

فإنما رُجــــــــــــــــل الدنيا وواحـــــــــــــــدها
من لايعـــــــــــولُ في الدنيا على رجـــــــــــلِ

وحُســـــــــــــــــــــــــــــن ظنك بالأيام معجزَةٌ
فَظنَّ شــــــــــــــــــــــراً وكن منها على وجَلِ

غاض الوفــــــــــاءُ وفاض الغـــــــــدر وانفرجت
مســــــــــــــــــــافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ

وشـــــــــــــــــــــان صدقكَ عند الناس كذبهم
وهلْ يُطـــــــــابق مِعْــــــــــــــــــــــوجٌ بمعتدلِ

إن كان ينجـــــــــــــــــع شــــــيءٌ في ثباتهمُ
على العهود فســــبق الســـــــــــــيف للعذلِ

يا وراداً سُــــــــــــــــــــــــــــؤر عيش كلُّه كدرٌ
أنفـــقــــت صــــفـــوك في أيامـــــــــــك الأول

فيم اقتحــــامك لجَّ البحـــــــــــــــــــــــر تركبهُ
وأنت تكـــــفــــــيك مــــنـــهُ مــــصـة الوشـلِ

مُلكُ القـــنـــاعــــةِ لا يُخــــشـــــــى عليه ولا
يُحتاجُ فيه إلى الأنصــــــــــــــــــــــــار والخَولِ

ترجــــــــــــــــــــــــــــــو البقـاء بدارٍ لاثبات بها
فهل ســـــــمعــــت بـــظـــلٍ غـــير منتـقــــلِ

ويا خبيراً على الإســـــــــــــــــــــــــرار مطلعاً
اصــــــمـتْ ففي الصــمــــت منجاةٌ من الزلل

قد رشـــــحــــــوك لأمــــــــرٍ إن فطـٍــــــنتَ له
فاربأ بنفســــــــــــــــــــك أن ترعى مع الهملِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق